أعدت التقرير: حنين يعقوب
التقى أعضاء نادي الكتاب في كفر قرع لمناقشة كتاب "الإنسان بين الجوهر والمظهر" للمفكر الألماني إريك فروم وذلك على مدار لقاءين يومي الجمعة الموافقين لـ 28.12.2012 و- 4.1.2013.
ويتطرق الكتاب إلى نوعي من أسلوب الحياة، أحدهما مادي يسميه فروم بأسلوب التملك، وهو نمط من الحياة يسعى إلى السيطرة والقوة واستغلال الموارد الطبيعية والبشرية دون أدنى اعتبار لجوانب حماية الطبيعة والارتقاء بالإنسان على المستوى القيمي، إنما كل هم صاحب هذا التوجه هو إشباع رغباته وتحقيق أكبر قدر من اللذة والمتعة المادية.
فيما يرتكز الأسلوب الثاني من الحياة على تعظيم قيمة المشاركة والتعاون بين البشر، والارتقاء بالإنسان من خلال إعلاء القيم الإنسانية وتغليبها على القيم المادية، ويطلق المؤلف على هذا النوع من نمط العيش أسلوب الكينونة.
وعلى هذا يرى المؤلف أن النمط التملكي سوف يدفع العالم إلى حافة الهاوية من الناحية البيئية والنفسية" منبها على أن نمط الكينونة هو البديل، وهو السبيل الوحيد لتجنيب الإنسانية الوقوع في الكارثة.
وقد تطرق الحاضرين خلال مناقشتهم للمحاور التالية:تعريفات أولية لأسلوبي التملك والكينونة والفرق بينهما والتطرق للمفاهيم المختلفة.
التملك والكينونة في الحياة اليومية.
فيما اشتد النقاش في مناقشة سؤال إذا ما كنا حقًا نتعامل مع الأشخاص المحيطين بنا بأسلوب تملكي.
كما ناقشوا مدى الإمكانية المتاحة لإقامة مجتمع جديد يعلي من قيم الإخاء والمساواة والتشاركية والكينونة بعيدا عن التملك والاستبداد .
فيما ركزوا خلال اللقاء الثاني على الحلول التي يقترحها الكاتب للخروج من الأزمة التي تعيشها الإنسانية.
وفيما يلي بعض الاقتباسات من الكتاب:
"...وأصحاب البنية الشخصية التسويقية أناس لا هدف لهم سوى أن يتحركوا وأن يقوموا بأفعال بأعلى درجة من الكفاءة وهم لا يهتمون اهتماما واعيا على الأقل بالقضايا الفلسفية أو الدينية مثل لماذا يعيش الانسان؟ أو لماذا ينتهج طريقا للحياة دون آخر؟ ولكل منهم أنا EGOكبير الحجم دائم التغير ولكن بلا ذات بلا جوهر أو إحساس بالهوية. "وأزمة الهوية" في المجتمع الحديث ناتجة في الحقيقة من أن اعضاء هذا المجتمع قد أصبحوا أدوات بلا ذوات، يستمدون هويتهم فحسب من العمل في إحدى الشركات الكبيرة أو غيرها من المؤسسات البيروقراطية العملاقة، وحيث لا توجد ذات حقيقية يستحيل وجود هوية"
"...وأصحاب البنية الشخصية التسويقية أناس لا هدف لهم سوى أن يتحركوا وأن يقوموا بأفعال بأعلى درجة من الكفاءة وهم لا يهتمون اهتماما واعيا على الأقل بالقضايا الفلسفية أو الدينية مثل لماذا يعيش الانسان؟ أو لماذا ينتهج طريقا للحياة دون آخر؟ ولكل منهم أنا EGOكبير الحجم دائم التغير ولكن بلا ذات بلا جوهر أو إحساس بالهوية. "وأزمة الهوية" في المجتمع الحديث ناتجة في الحقيقة من أن اعضاء هذا المجتمع قد أصبحوا أدوات بلا ذوات، يستمدون هويتهم فحسب من العمل في إحدى الشركات الكبيرة أو غيرها من المؤسسات البيروقراطية العملاقة، وحيث لا توجد ذات حقيقية يستحيل وجود هوية"
"إن الإيمان في نمط التملك، ليس إلا عكازة يتوكأ عليها من ينشد اليقين، من يريد أن يعرف للحياة معنى، ولكن دون أن تكون لديه الجرأة على البحث بنفسه"
"إن نمط المكلية لا يقوم على صيرورة حية ومثمرة بين الذات والموضوع، وإنما هي علاقة تجعل من الذات والموضوع أشياء، والعلاقة بينهما علاقة موات وليست علاقة حية"
"ولنضرب مثلا آخر بالروح القومية المتهوسة، التي يشاهد بها الناس الألعاب الأولومبية المعاصرة، تلك التي يزعمون أنها تخدم قضية السلام. والحق أن الشعبية التي تحظى بها تلك الألعاب الأولمبية ليست إلا تعبيرا رمزيا عن الوثنية الغربية. إنهم يحتفلون بالبطل الوثني ويمجدونه: بالمنتصر، الأقوى، الأكثر إبرازا لذاته وزهوا بها، بينما يتغافلون عن المزيج الإعلامي التجاري القذر الذي يسم هذا التقليد المعاصر للألعاب الأوليمبية الإغريقية"
"الجشع مثل الخنوع يولد البلادة والغباء"
"يستطيع البيروقراطيون بمجرد ان يحولوا الكائنات البشرية إلى أرقام ان يرتكبوا أفعالا في غاية القسوة، ليس لأن في قلوبهم ضراوة بقدر أفعالهم، وإنما لأنهم لا يشعرون بأي رابطة إنسانية تربطهم برعاياهم".