السبت، 28 يوليو 2012

ملخص كتاب "نزهة في شوارع العقل"


كتبه فضل مرة


يتعرض كتاب نزهة في شوارع العقل لمجموعة من الأفكار المعيقة نواجهها في حياتنا ونتعرض لها في مختلف تجاربنا المعاشة، وألخصها بالنقاط التالية:
  1. خلق نوع من السجن داخل العقل يتيح لبعض الأفكار من الدخول ويرفض البعض الآخر، وفي هذه الحالة قد تترسب مجموعة من الأفكار البالية التي لا تسهم في عملية تطور الأفكار إنما تعيقها. بدلا من ذلك، من الأجدى تطوير ملكات النقد وإتاحة المجال لجميع الأفكار بالنفاذ ومن ثم نتيح للعقل التعامل معها جميعها والتخلص من الأفكار الفاسدة وتطوير الأفكار الصالحة.
  2. عملية طرح الأسئلة على أي حدث أو ظاهرة مستجدة علينا مهمة لتفكيكها وفهمها.
  3. الانتصار على الخصم يتم من خلال توجيه الأسئلة المفاجئة والمدروسة.
  4. ليس المهم اكتشاف قانون يفسر قضايا الواقع المعاش، إنما المهم هو العثور على القانون الصحيح وذلك يتم من خلال التجربة، وإيجاد العلاقة السببية بين السبب والنتيجة.
  5. ضرورة عدم اللجوء إلى تفسير مريح للمشاكل التى نواجهها والذي ينبع من الخوف من المجهول أو مواجهة الواقع المرير.
  6. ضرورة عدم إيهام أنفسنا أننا نسير بالطريق الصحيح، والانبهار بالمديح الذي يكيله البعض لنا، بدلا من تطويرحركة النقد تجاه المشروع أو الفكرة التي نتبناها، وبهذا نظل حاملين صورة مشوهة عن الواقع وسبل معالجته.
  7. من المهم أن لا نبقى عالقين في أخطاء الذين سبقونا، وعلينا أن نبدأ في مشاريعنا من الصفر مع الاستفادة من
    تجارب السابقين بنجاحاتها وإخفاقاتها.
  8. من المهم الالتفات إلى الأخطاء الصغيرة أيضاً وعدم إهمالها بحجة أن هناك جوانب كثيرة حسنة وبحجة النظر إلى الإيجابيات أو النصف الملآن من الكأس.
  9. كذلك لا بد من توجيه النقد العلني للمؤسسات والأجسام الناشطة في المجتمع في حال تقصيرها في تقديم الأداء المطلوب منها.
  10. أهمية عدم تضييع البوصلة لدى أصحاب المشاريع، والانشغال بالمشروع الفرعي عن الأصلي، بالمشروع الداعم عن المشروع الأساس.
  11. عند مقاومتنا للظلم لا نتخلص من المستبدين فحسب، بل نسعى أيضاً إلى إيقاظ الضمائر، إلى انتزاع
    الطمأنينة الاجتماعية الزائفة، وتفتيت وهم الشعور بالرضا، وصفع مبررات الخضوع للواقع داخل كل فرد.
  12. إن دور المجتمع تجاه القوانين هو الامتثال للقوانين العادلة التامة، واستكمال صياغة القوانين العادلة الناقصة لتصبح فعالة، وخرق القوانين الظالمة. وعندما نخرق قانونا ظالما فإننا نكتشف قانونا آخر.
  13. لا يجب أن نحصر أنفسنا بحل واحد أمام المشاكل التي تواجهنا، لا بد من التفكير بطرق مختلفة لتجاوز العقبات.
  14. المجتمعات القوية هي التي تتعلم من الأزمات التي تواجهها، وتعتبرها تحديا دافعا لتطورها، فهي تفكر بعد الأزمة في كيفية الحيلولة دون تكرارها، وتبدع وسائل التصدي لها إن حدثت.
  15. من مهمة المفكر وضع الأهداف ورسم السبل للوصول إليها، ومن ثم يتلقفها القادة لتنفيذها على أرض الواقع، فليس من الضرورة أن يقوم المنظّر بتنفيذ الأفكار، كما أن ليس من الضروري أن يكون القائد مفكرا، دون إغفال إمكانية أن تجتمع المهارتان في ذات الشخص.
  16. التفكير المجرد وحده لا يغير الواقع، فالتفكير الأولي يعطينا مسارا أوليا نسير فيه، لكنه قد يتطور ويتغير بتفاعله مع الواقع، ولا بد هنا من الاستفادة من تجارب الآخرين.
  17. مرحلة تحرير الطاقات جوهرها كشف الفرص وإمكانات الذات، من خلال اختبار مدى نجاعة السبل التي نسير بها.
  18. حين لا يقود البناء المتراكم على ما سبق إلا إلى المزيد من الانحراف عن الهدف، حينها نكون في أمس الحاجة إلى الثورة بمعنى التغيير الحاد والجذري في الأفكار ونمط الفعل. أي تغيير المسار بشكل جذري قبل أن تصل المجتمعات إلى الهاوية.
  19. بعد تهيئة النظم المناسبة يمكن محاسبة الفرد على عدم سلوكه الطريق القويم.
  20. لا بد من التعويل على الشباب في عملية التغيير الجذري.
  21. لا يجب الهروب من الواقع وتحسينه من خلال القول بالتعويل على الأجيال القادمة.
  22. بعض القدوات من النخب والمثقفين الذين يتبعهم الناس، أولئك الذين لم يبدعوا رؤية لتغيير الواقع، وهم في نفس الوقت لا يريدون أن يخسروا موقعهم في أعين الناس، وبدلا من أن يقولوا لا نعرف حلا، ينفون وجود الحل. فهم يبررون عجزهم عن إيجاد بدائل لدفع عجلة الحياة بتزيين موت العقول واعتباره فضيلة، وترحيل الفعل الجاد إلى مجهول باعتبار أن ذلك ما تقتضيه الحكمة، وتحويل السكون إلى إله التأني والفطنة والوعي.

الاثنين، 23 يوليو 2012

رأيت رام الله على طاولة نقاش نادي الكتاب


كتب التقرير: حنين يعقوب

التقى يوم الجمعة الموافق لـ27.6.2012 في تمام الساعة السادسة مساءً أعضاء نادي الكتاب في كفر قرع في المكتبة العامة لمناقشة كتابهم الثاني في هذا المشروع. وقد سبق أن ناقشت المجموعة في اللقاء الأول السيرة الذاتية للأديبة الفلسطينية فدوى طوقان "رحلة جبلية.. رحلة صعبة"، فيما تمحور النقاش في اللقاء الثاني حول كتاب "رأيت رام الله" للأديب الفلسطيني مريد البرغوثي والذي يصف مشاعر الفلسطيني العائد إلى ما تبقى من وطنه بعد غياب دام ما يزيد عن ثلاثين عاما.

وقد عقب محمود زيد على الكتاب قائلا:"كتاب رأيت رام الله يطرح قضايا مهمة جدا على الصعيد السياسي والإنساني، والجميل في الأمر أن الكاتب يعرض لنا المعاناة والألم والشوق إلى الوطن من وجهة نظر من عاش هذا الواقع الصعب، فنراه يصف لنا عبور الجسر ونراه يصف المستوطنات كأنها جراثيم داخل الجسم الحي. لكني وددت لو كان أسلوب الكتاب أكثر تشويقا، وهذا كان يمكن أن يحدث لو طوّر الكاتب الحبكة القصصية أو جعل فيها خيطا دراميا يمر من خلال الصور التي يعرضها".

فيما عقب محمد ضعيف بقوله: "كتاب رأيت رام الله هو عمل أدبي رائع، فروعته تكمن في اجتماع أساسات السيرة الذاتية مع أركان الرواية ليخلق فن أدبي له صيغة مميزة، فهو يصف حال الفلسطيني البسيط ويدخل في لب القضية والصعوبة التي يواجهها كل فلسطيني في حياته ككل وأيضا في الواقع اليومي. فالكاتب يصف مشاعره بكل صدق تجاه وطنه وأرضه وبسّط الأمور ليترك لنا مجالا للاعتراف بأخطائنا والتراجع عن العنجهية التي تهيئ لنا صورة النصر بعد أوسلو وتشعرنا بأننا سكنا أعلى المراتب، وأتاح لنا النظر في واقعنا الحالي. هذه المؤلفة الرائعة تتحف قارئها في تجربة المواطن الفلسطيني المشرد بشكل خاص، و أيضا هي وصف حال الإنسان اللاجئ بشكل عام، وتأخذ قارئها إلى عالم الحرمان والتشرد وتشوقه للاستقرار".

أما رامية مصاروة فقالت: "جذبني في كتاب رأيت رام الله الفصل الأول وصف عبور الجسر خلال عودة مريد البرغوثي إلى الوطن بعد غياب طويل، فقد شعرت أنني جزء من هذا الكيان ولكن في الفصول الأخرى لم أجد قصة تجذبني لذلك لم أشعر بأنني أود إنهاءه ولم يكن عندي حب استطلاع للنهاية. الكتاب يحاكي واقع موجود وكيان ما زال قائماً ولكن هذا النمط من الكتب لا يستحوذ اهتمامي، ربما لأنه مربوط بسياسة قائمة ومستمرة لذلك لم أجد به ما هو جديد".

بعض الاقتباسات من الكتاب:
"إن الشهداء أيضا جزء من الواقع وإن دم المنتفضين والفدائيين واقعي، ليسوا خيالا كأفلام الكارتون وليسوا من اختراع والت ديزني ولا من توهيمات المنفلوطي. وإذا كان الأحياء يشيخون فإن الشهداء يزدادون شبابا"

"علمتني الحياة أن علينا أن نحب الناس بالطريقة التي يحبون أن نحبهم بها"

"البيوت المهجرة تروي روايتها بخرس بديع"

"يكفي أن يواجه المرء تجربة الاقتلاع الأولى حتى يصبح مقتلعا من هنا إلى الأبدية. الأمر يشبه أن تزلّ قدمه عن درجة واحدة من السلم العالي حتى يكمل النزول إلى منتهاه"

"المفارقة تكمن في أن المدن الغريبة لا تعود غريبة تماما. تملي الحياة على الغريب تكيفا يوميا. قد يكون عسيرا في بداياته لكنه يقل عسرا مع مرور الأيام والسنوات"

"لا يعرف العالم من القدس إلا رمز القوة. قبة الصخرة تحديدا هي التي تراها العين فترى القدس وتكتفي.
القدس الديانات، القدس السياسة، القدس الصراع هي قدس العالم. لكن العالم ليس معنيا بقدسنا، قدس الناس"

"نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي"

"وهل تسع الأرض قسوة أن تصنع الأم فنجان قهوتها، مفردا، في صباح الشتات؟"

"في نكبة 1948 لجأ اللاجئون إلى البلدان المجاورة كترتيب(مؤقت). تركوا طبيخهم على النار آملين العودة بعد ساعات!"

"الموتى لا يطرقون الباب"

"يا أخ هي، بالتحديد، العبارة التي تلغي الأخوة"

"الحب هو ارتباك الأدوار بين الآخذ والمعطي"


هذا وسيكون لقاء نادي الكتاب القادم يوم الجمعة الموافق لـ 27.6.2012 في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر في المكتبة العامة لمناقشة كتاب "نزهة في شوارع العقل" لوائل عادل.

الاثنين، 9 يوليو 2012

تعقيب على كتاب "رحلة جبلية رحلة صعبة"


كتبه محمود زيد


إن السيرة الذاتية التي عرضتها فدوى طوقان على الملأ تعكس الجرأة والشفافية في الطرح، وذلك لأنها كانت سيرتها وهي التي كشفتها بنفسها. وإذا أردنا أن نقارنها بعالمنا العربي المتستّر فإنها تُعتبر ثورة حقيقية، لأنّ المجتمع العربي يعيش في تناقض صعب، فمن جهة يحرص الأفراد على إخفاء عالمهم الشخصي لئلا يطّلع الناس على خصوصياتهم خاصة إذا تكلّمنا عن الجانب السلبي في كل إنسان، ومن جهة أخرى فإن أبناء المجتمع العربي يتّسمون بالفضول لمعرفة أحوال من حولهم، لكنّها تثور على هذا التناقض وتمنح قارئها حياتها الشخصية على طبق من ذهب. إنها تعرض شخصيتها وحياتها بإيجابياتها وسلبياتها دون إكتراث لتقييدات مجتمعية مُبتدعة، وعادة ما تكون الشخصية القوية هي تلك القادرة على كشف نقاط ضعفها لتحسينها أو لربما لإعادة النظر فيها، فهي لا تخاف من نفسها ولا من مجتمعها وإنما تعرض نفسها كما هي.

إننا وإذ نقرأ سيرتها نستشعر تلك الطرق الصعبة التي تسير بها والتي تُسيّرها أيضا، ونشمّ رائحة العرق ونحس بحرارة الشمس الحارقة وهي تسير في رحلتها الجبلية الوعرة نحو القمة. ولا يقع اللوم كله على خضوعها للواقع الذي تحياه، وإنما نقدّر تلك الظروف التي عايشتها وتلك المحطّات التي مرّت بها والتي تهزّ الجبال وتزلزلها، فأولها انتداب، ثم نكبة ثم حكم عسكري، فنكسة، فيوم أرض، فإنتفاضتين وحروبات وثورات عربية، أي أن المنطقة كانت في ذروة توتّرها، مما يُصوّر لنا فدوى طوقان كمثال للشخصية الفلسطينية المقهورة، وكنموذج للمرأة التي تُعاني أيضا من عادات وتقاليد المجتمع الخانقة مثل منع النساء من الخروج من المنزل وحرمانهن من التعليم.

لكننا ننتقد ذاك الإستسلام للواقع في حياتها، فلم نرها تُحاول التغيير، حتى أنها عجزت عن الإدلاء برأيها حينما منعها رجال البيت من تعلّم الإنجليزية خارج المنزل، رغم أن أختها سطّرت موقفا فنبست ببنات شفة ولم تبق صامتة. إن هذا الصمت وهذه السلبية لن يُغيّرا شيئا وكما قيل بدل أن تلعن الظلام أضئ شمعةّ! أضف إلى ذلك فإن الظروف التي تُحيط بها هي التي تُحرّكها وهذا يجسّد خضوعا إضافيا واستسلاما للواقع، فعندما مات أخوها المُحبّب إليها إبراهيم أحسّت أن نبض حياتها قد توقّف وكذا عندما مات أخوها الآخر، وهذا يُرشدنا إلى أن شخصيتها وكيانها متعلّقين بالآخرين وبوجودهم، بخلاف الشخصية المستقلة.

نقطة أخرى هي وجود تناقض بين كتابتها الثورية التي تدعو إلى تحرير المرأة من قيودها وإلى مشاركة الرجال في المجالس السياسية، في حين أن شخصيتها الواقعية كما ترسمها هي بقلمها تبدو خاضعة وخانعة، لا تُدلي حتى برأي عندما تُثار مواضيع ظلم المرأة وغيرها.

إن مرحلة الطفولة كما تُشير هي بنفسها هي فعلا مرحلة مهمة جدا لأن فيها تتحدّد اللبنات الأساسية لبناء الشخصية الإنسانية، ولكننا ورغم ذلك نؤمن بقوة التغيير وفي حالة فدوى فإننا نرى تغييرا وتطوّرا بطيئا، إذ أنها وبعد أن عايشت المجتمع الإنجليزي، استطاعت أن تُباشر مسيرة تعليمية جادّة، وقد أعجبني أن النهاية كانت إيجابية عندما بدأت أعينها تنظر إلى جمال الدنيا عبر نظارات أكثر تفائلا وأملا، ولكن ورغم انتقالها إلى المجتمع الأوروبي إلا أننا ما زلنا نلمس عندها عودة مستمرة إلا ماضيها الصعب وإلى تقييد مجتمعها، وإلى إنطوائها رغم أن الحرية هناك لا تمنعها من أي مراد.

إذا تكلّمنا عن علاقتها مع والديها، فإننا نراها متناقضة أيضا، فهي تشعر أنهم لم يعاملوها كما عاملوا إخوتها وأخواتها أي أنها تشعر بظلم معين، ولكنها ورغم ذلك لا تستطيع نسيانهم ولا تجاوز فقدانهم، وإننا نقول أن هذا التعامل المميِّز يمكن أن ينجم عن شخصيتها المختلفة مقارنة بإخوتها، أو لظروف قاسية واجهت العائلة آنذاك، ولذا كان من الأفضل لها أن تنظر إلى نفسها في هذا الجانب أكثر قبل أن تُلقي باللوم على والديها.

ثلاث نقاط إضافية وأخيرة هي: الأولى أنها تخلط ما بين ظلم المرأة وإكرامها، فنحن نرفض منع المرأة من حقها في التعليم والعمل والخروج من المنزل قبل كل شيء، ولكن ذلك لا يعني أننا من دعاة تحرير المرأة من شرفها وطُهرها ودينها، فالظلم والتشديد المفروض والذي ما أنزل الله به من سلطان، لا يُستبدل بنزع الحجاب ومصادقة العشّاق. النقطة الأخرى أنني أقدّر تمسّكها بحلمها الأدبي، إذ أن صعوبات الحياة لم تُثنها عن عزمها، والأمر الأخير هو وجود نقص معين على مستوى السيرة الذاتية كلها بالنسبة لعقدة العزوبة كما أسمتها هي، إذ أنها لم تأخذ هذه القضية إلى عالمها الخاص ولم تُطلعنا على حال علاقتها الإجتماعية مع الجنس الآخر.


السبت، 7 يوليو 2012

اللقاء الثاني لنادي الكتاب في كفر قرع


السيرة الذاتية لحياة الأديبة الفلسطينية فدوى طوقان على طاولة النقاش في
اللقاء الثاني لنادي الكتاب في كفر قرع


كتب التقرير: حنين يعقوب
إلتقى يوم الجمعة الموافق لـ 25.5.2012 أعضاء نادي الكتاب في كفرقرع في المكتبة العامة لمناقشة كتابهم الأول في هذا المشروع والذي أطلق بمبادرة من الحراك الشبابي. افتتح اللقاء بكلمة لناشط الحراك الشبابي الذي رحب بدوره بالحضور جميعا مذكرا إياهم بأيام الدوام للمكتبة وضرورة تفعيلها وزيارتها من قبل شباب وأهالي كفر قرع.



 ومن ثم استهل الأخ محمد يحيى طاولة النقاش حول كتاب الشهر "رحلة جبلية، رحلة صعبة" وهو عبارة عن سيرة ذاتية للأديبة الفلسطينية فدوى طوقان قائلا: "سألخص الكتاب في جملة واحدة الخضوع والتمرد"، فيما قال محمد ضعيف: "برأيي يجب أن يكون عنوان هذا الكتاب الخضوع، في كل حياتها لم يكن لها اعتراض ومقاومة فعالة على الأمور والمشاكل التي كانت تواجهها بل كانت خاضعة لكل ما يفرضه الواقع والأهل عليها. لو أنها تكلمت مثل أختها حين رفض الأب تعليمهم الإنجليزية، لو أنها اعترضت مؤكدا ستتغير وجهة نظر أبيها تجاهها ولا سيما بأنها اعترفت بإنسانية أبوها حين قالت بأن حنانه يظهره فقط لبنات عمها. لا يعقل أن تلقي اللوم دائما على الآخرين لأن دائما هنالك أربعة أصابع من يدك تشير إليك."

فيما قالت آلاء مرة معترضة على ما تقدم به محمد: "من الظلم أن تلوم إنسانة كهذه أو تقارنها بأختها أو أي إنسان عادي لأنها ليست إنسانه عادية مع الأسف الشديد وهي لم تعش حياة طبيعية بل عاشت مضطهدة ولا سيما بأن أمها حاولت أن تجهضها وهي حامل بها ولهذا بقيت منبوذة من العالم الآخر وتقوقعت منطوية على نفسها وعاشت بعالم الأوهام والخيال طيلة طفولتها أو بالأصح معظم حياتها."

فاتن مصاروة كان لها انتقاد لأسلوب فدوى طوقان قائلة: "فدوى طوقان فلسطينية عاشت تحت ظروف قاسية جدا وأبرزها كان الكبت، ومع ذلك أنا كقارئة لم أشعر بأنها فلسطينية وعاشت تحت كل هذه الاضطرابات السياسية من النكبة والنكسة... برأيي كان يجدر بها أن تتطرق أكثر للأمور السياسية وعن قريتها نابلس أفضل من أن تستهل معظم صفحات الكتاب بالحديث عن نفسها وعائلتها. ولا سيما أنها خرجت من عزلتها، وأخوها إبراهيم كان يعمل براديو القدس، لهذا انتظرت منها أن تطلعنا أكثر على الأحداث السياسية والوطنية التي كانت في تلك الفترة." فيما قالت رامية مصاروة معترضة على ما تقدّمت به فاتن: "لا أوافقك الرأي، لأن فدوى طوقان عاشت منعزل، فقليل جدا ما كانت تقرأ الأخبار أو تسمعها، وهي لم تعرف الاختلاط بالعالم الخارجي، وتعترف بذلك حين صرحت أن أباها طلب منها أن تحيي المناسبات الوطنية وتكتب عن الأحداث السياسية لكنها كما قالت كيف يمكنني أن أكتب عن شيء كهذا ولا يوجد لدي أي خلفية ومعلومات مسبقة، لا أذكر إن كنت شاركت بمظاهرة حتى، فالنساء وخصوصا أهي كان مكانهن فقط في البيت، مرتين بالشهر كان يُسمح لها أن تزور الجيران"

وعقب محمود زيد: "الكتاب كان أكثر من رائع، فقد احتوى على أمور سلبية وأخرى إيجابية، ومن الأمور السلبية أنها عرضت لنا حياتها الشخصية بكل تفاصيلها وعرضت لنا صورة أبيها بشكل سيئ جدا، ومدى صعوبة حياتها وتأثير الاحتلال، ولاحظنا استسلام فدوى للواقع والظروف التي تحركها، أكبر مثال حين توفي أخوها نمر. ونظرتها للواقع فيها سلبية واضحة، وكل فكرة سلبية تجر لأفكار سلبية أخرى. وبالنسبة لنوعية الكتابة فهي تختلف تماما عن شخصيتها فهي حاربت الدهر بالقلم لا باللسان. وبخصوص علاقتها مع أهلها، حسب رأيي، كان من المفروض أنّه بدلا من أن تلعن الظلام كان يتوجب عليها أن تنير شمعة. وهي تمزج ما بين الظلم وإكرامها: هي ظُلمت لأنها حرمت من التعليم وبالنسبة للخروج من المنزل برأيي ما في مشكلة تزور جارتها 20 مرة بالشهر، أنا ضد التشدد الزائد هذا. أعجبني سعيها لتحيق ذاتها ونجاحها ومع كل ذلك لو لم تكن هكذا فدوى طوقان لما كنا قد استمتعنا بعمل أدبي فني بمثل هذه الروعة". 

وقد أضافت ألاء مرة:"الكتاب ينتقد المجتمع، لكن مع كل هذا الفارق بالزمن، شعرت بأن المجتمع لم يتغير وكأن الكتاب كتب بهذا الزمان، مثل تدخل الناس ببعضها باسم الدين والذي تجسّد بشخصية الشيخة.  أما راني هيكل قال:"وجدت نفسي بالكتاب وهذا أهم شيء وأعجبني بأن الكتاب تطرق لجميع مرافق الحياة وناقش حتى الفلسفة والجغرافيا". وأضاف فضل مرّة بعض النقاط: "قضية التناقض في المجتمع المتمثّل في كون الرجال كانوا يناضلون ضد الاستعمار وفي ذات الوقت كانوا يمارسون الاستبداد داخل البيت في التعامل مع الزوجة والأبناء. ونقطة أخرى هي الحديث عن النساء اللائي كن يخرجن للتعليم وحين يعدن للمجتمع يبقين أسيرات للكثير من العادات والتقاليد الفاسدة أو حتى ينخرطن من جديد في بعض العادات السيئة مثل النميمة."

 بعض الاقتباسات من الكتاب:
"الكفاح من أجل تحقيق الذات يكفي لملأ قلوبنا وإعطاء حياتنا معنى وقيمة"

"لقد ظل مجتمعنا العربي الشرقي يظلم عاطفة الحب مثلما ظلم المرأة باستمرار، وبقيت هذه العاطفة الإنسانية التي لمست بكفها السحرية حتى قلوب الأنبياء، والتي قال بصددها النبي الكريم: (سبحان الله! سبحان مصرّف القلوب!) وذلك ساعة طلعت عليه زينب بنت جحش فجأة قبل زواجه منها"

"بل كنت أحيانا أذهب إلى إقناع نفسي بأنّ الحزبية في بلادنا العربية ناقصة، وتظل ذات صفة شخصية، فهي تتصل بالأشخاص قبل المبادئ، مما يُشغل الشعب عن العمل الحقيقي"

"إن الكتب وحدها لا تكفي كمصدر لمعرفة الحياة وما في العلاقات البشرية من تعقيد وتصادم. علينا أن نحيا في الحياة ذاتها، فتجاربنا الخاصّة تظل هي الينبوع الأصلي لتلك المعرفة"

"إنّ الشعور بالنقص الإنساني هو الدافع الحقيق الذي يدفعني إلى السفر، فهو النبع الزاخر للمعرفة. في السفر يتعلم المرء الكثير، تتسع آفاقه، يلاحظ ويراقب إيقاع الحياة المختلف بين كلّ بلد وآخر"